أنتم هنا : الرئيسيةالتوثيقالنشرة الإخباريةالعدد الرابع عشر (ماي 2010)بعد أزيد من نصف قرن من اختطافه وتصفيته، تسليم رفات عبد السلام الطود لعائلتة وإعادة دفنه

النشرة الإخبارية

المستجدات

14-03-2024

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يؤكد بجنيف على ضرورة عقد لقاءات تشاورية مع الأطفال (...)

اقرأ المزيد

13-03-2024

التحالف العالمي للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان يعبر بجنيف عن دعمه للمقاربة (...)

اقرأ المزيد

11-03-2024

الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان: مشاركة المجلس الوطني لحقوق الإنسان في النقاش (...)

اقرأ المزيد
الاطلاع على كل المستجدات
  • تصغير
  • تكبير

بعد أزيد من نصف قرن من اختطافه وتصفيته، تسليم رفات عبد السلام الطود لعائلتة وإعادة دفنه

بعد أزيد من نصف قرن من اختطافه وتصفيته بمعتقل سري بغفساي، جرى يوم الجمعة 14 ماي 2010 تسليم رفات عبد السلام الطود، أحد ضحايا ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، لعائلته وإعادة دفنه بمقبرة مدينة القصر الكبير.

هكذا، وقف وفد من أعضاء المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، مكون من السيدين مصطفى الريسوني ومصطفى اليزناسني والسيدة لطيفة الجبابدي، على تسليم رفات عبد السلام الطود لعائلته لتشييعه لمثواه الأخير.

وقد جرت جنازة الفقيد، في جو مؤثر تمكنت فيه عائلته المرحوم من حقها في إقامة حدادها على فقيدها وطي صفحة سنين من المعاناة سعى كشف مصيره وتسليم رفاته إلى تضميدها وجبرها. وجاب الموكب الجنائزي المهيب شوارع من المدينة ضاما جموعا من المشيعين تتقدمهم أرملة المرحوم، السيد فامة عدول، وأبناؤه وحفدته وأفراد عائلته، و فئات عريضة من سكان المدينة، وفعاليات حقوقية ومدنية محلية ووطنية، وأعضاء سابقون لهيئة الإنصاف والمصالحة وضحايا سابقون وممثلون عن السلطة المحلية وعن الحكومة.

وشارك في الموكب أطفال ولد أغلبهم في زمن المصالحة لكن فضولهم البريء دفعهم لمتابعة هذه اللحظة التاريخية الحبلى بالدلالات، وتساءلوا من تكون يا ترى هذه الشخصية الوطنية التي ترتفع أصوات المشيعين بالدعاء لها بالرحمة وتواكب بكثير من الإعجاب الممزوج بالتأثر عودة رفاتها إلى حضن ذويها وأهلها؟، فسرت في جنبات الموكب أحاديث من الكبار إلى الصغار تشرح لهم كيف تعرض عبد السلام الطود في فترة ما سنتين 1956 أو 1957 رفقة ابراهيم الوزاني للاحتجاز والتصفية بمعتقل سري كان يعرف بـ"دار سليشر" بمدينة غفساي، و دفنا بالمقبرة المحاذية لمكان الاحتجاز، وكيف أن جهود عائلة الضحية وهيئة الإنصاف والمصالحة وبعدها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان مكنت من كشف مصيره والتعرف على مكان دفنه واستخراج رفاته لتسليمه لذويه.

وشارك في تشييع الفقيد، عدد من الجمعيات الوطنية، ممثلة بمسؤولين من مكاتبها المركزية، كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان والمنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف بالإضافة إلى جمعيات محلية أخرى. وهو حضور يترجم الانخراط القوي للمجتمع المدني إلى جانب المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، كل من موقعه، في تفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة.

وبعدما أودع الفقيد الثرى، بعدما أديت على روحه صلاة الجنازة بالمسجد الأعظم، ألقى السيد مصطفى الريسوني كلمة باسم المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ، أكد فيها أن كشف مصير الفقيد عبد السلام الطود وإعادة دفنه تنهي معاناة عائلته التي امتدت من 1956 إلى 2010، منوها باستماتة وشجاعة أرملته في السعي الدؤوب للكشف عن مصيره.

كما ذكر السيد الريسوني، بأهم محطات مسلسل الإنصاف والمصالحة الذي انخرط فيه المغرب عبر إحداث هيئة التحكيم المستقلة لتعويض ضحايا الاختفاء القسري، وإحداث هيئة الإنصاف والمصالحة لكشف ماضي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وتعويض الضحايا ورفع توصيات لضمان عدم تكرار ما جري وهي التوصيات التي اضطلع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بمتابعة تنفيذها. وأضاف السيد الريسيوني أن هذا المسار مكن من الكشف عن مصير المئات من الضحايا وإنهاء معاناة عائلاتهم.

يذكر أن عبد السلام الطود هو من مواليد مدينة القصر الكبير سنة 1916. وقد انخرط في صفوف الحركة الوطنية منذ الثلاثينات وواصل العمل السياسي إلى إن اختطف ما بين سنتي 1956 و1957 وتعرض للاحتجاز والتصفية.

يشار إلى أن المجلس الاستشاري، عمل في إطار اضطلاعه بتتبع توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة لاسيما على مستوى إشعار العائلات المعنية بنتائج التحريات فور التأكد منها، ومساعدتها على إقامة الشعائر الدينية، على تنظيم وتنسيق عمليات تسليم رفات وإعادة دفن ضحايا أحداث يناير 1984 بالناظور، وكذا التعرف على مكان دفن امحمد المراكشي المعروف"بأبي فادي" ووضع الشاهد على قبره. وتتواصل هذه المراسيم بتنسيق مع عائلات الضحايا.

القصر الكبير/ي س

أعلى الصفحة